علمت احدى الصحف المصرية من مصادر رفيعة المستوى، أن الرئيس محمد مرسى اتفق مع العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز، على بدأ تدشين مشروع جسر برى يربط بين مصر والسعودية عبر البحر الأحمر، يبلغ طوله 50 كيلومتر.
وكانت الحكومة السعودية طرحت على نظيرتها المصرية قبل سنوات إقامة جسر بري بين البلدين يربط بين منطقة منتجع شرم الشيخ مع رأس حميد في منطقة تبوك شمال السعودية عبر جزيرة تيران، بطول 50 كيلومترا، وكان من المخطط أن يستغرق إنشاؤه 3 سنوات.
لكن تم رفض المشروع من قبل الحكومة المصرية لاعتقاده بأن مثل هذا المشروع سيؤثر بشكل سلبي على الحركة السياحية في منتجع شرم الشيخ نتيجة لأعمال البناء وازدحام المدينة بالمسافرين طوال الوقت، فيما تحدثت تقارير عن ضغوط إسرائيلية على مصر؛ لمنع إتمام ذلك المشروع بحجة أنه يهدد أمنها القومى.
وقال على بطيخ، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، وعضو مكتب شورى جماعة الإخوان المسلمين، إن إعادة إحياء المشروع سيعود بالعديد من المنافع على كل من الجانب المصرى والسعودى، وأوضح أن أول تلك المنافع يتمثل فى تسهيل الحركة البرية للحج والعمرة، والتى تستغرق العديد من الوقت نتيجة مرورها بثلاث دول وهى مصر والأردن والسعودية، حيث تمر من نويبع إلى العقبة الأردنية ومنها إلى الأراضى السعودية، ولكن بعد إنشاء ذلك الجسر سيعبر المعتمرون والحجاج من شرم الشيخ إلى تبوك مباشرة.
وأضاف أن الجسر البري سيمثل مصدرًا جديدًا للدخل بالنسبة لمصر، وذلك لربطه بين بلاد المغرب والمشرق العربى، وسيستخدمه المسافرون إلى السعودية من بلاد ليبيا وغيرها كما سيستخدمه المسافرون إلى مصر من دول الخليج، مما سيكون له عائد اقتصادى كبير تستفيد منه مصر.
واعتبر أن من أهم فوائد تشييد الجسر، هو إحكام سيطرة كل من مصر والسعودية على مدخل خليج العقبة، وهو ما دعا إسرائيل إلى الضغط على النظام السابق لمنع إنشاء ذلك المشروع لما يمثله ذلك المشروع من خطورة عليها، خاصة أنه سيحقق مزيدًا من الوحدة والتواصل بين الخليج والمغرب العربى.. وأكد أن الضغوط الإسرائيلية على مصر لم يعد لها وجود الآن، وأن قضية إنشاء الجسر مماثلة للعملية الحالية لتطهير سيناء، وأن كلاهما يمثل أمنًا قوميًا لمصر سيتحققان بغض النظر عن رأى إسرائيل، مشيرًا إلى أن كل ما تحتاجه تلك القرارات إرادة سياسية حقيقية والعمل على تحقيق مصلحة الشعب المصرى، وهو ما يتحقق الآن، ونتوقع ألا يستغرق إنشاء ذلك الجسر أكثر من عاميين.
ورأى بسام الزرقا، عضو الهيئة العليا لحزب النور، أن إعادة إحياء ذلك المشروع سيكون بمثابة رد قوى على المشروع الاستعمارى القديم والهادف إلى تقسيم الوطن العربى إلى شرق وغرب، وقال إن تشييد ذلك الجسر ليس فقط لمصلحة البلديين ولكنه سيربط بين جناحى الوطن العربى المشرق والمغرب.
وأوضح المكاسب الاقتصادية والسياسية التى ستنتج عن ذلك المشروع، وقال إن أكبر تلك المكاسب أن مصر ستمثل مركزًا للتنقل من إفريقيا إلى دول الخليج، علاوة على سهولة نقل البضائع المصرية إلى دول الخليج خلال ساعات مما سيعطى له ميزة نسبية.
وأشار إلى أن الجسر سيعمل على حل مشكلة تكدس المعتمرين والحجاج كل عام فى المطارات.. وطالب عضو الهيئة العليا لحزب النور بأن يُرَاعَى فى إنشاء ذلك الجسر أن يستوعب إنشاء خط سكة حديد وليس فقط سيارات لما سيمثله ذلك من سهولة فى التنقل.
ورأى طارق السهرى، وكيل مجلس الشورى عن حزب النور، إنشاء الجسر خطوة فى تحقيق الوحدة العربية، مشيرًا إلى أن ذلك المشروع سيحقق التكامل بين مصر والسعودية فى ظل الكفاءات والإمكانيات التى يمتلكها الجانبان.. وقال: لقد طالبنا كثيرًا بالوحدة بين الأقطار العربية والإسلامية، وفى ظل اتجاه العالم كله إلى الوحدة سنسعى إليها أيضًا بغض النظر عن إرضاء ذلك للقوى الكبرى فى العالم أم لا؟.
ورحب حسام الخولى، المتحدث الرسمى باسم حزب الوفد، بإحياء المشروع، وقال: نحن نرحب بأى مشروع اقتصادى يعود بالنفع على مصر، ولكنه طالب الحكومة فى الوقت ذاته بعرض تكلفة المشروع على الرأى العام والأوجه التى سينفق منها على ذلك المشروع، خاصة فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها مصر.
اللهم وحد الامة العربية والاسلامية
مما تصفحت